منذ ولادة لويز براون عام ١٩٧٨، تتطور تقنيات الإنجاب ويعاد تفسيرها دينيًا باستمرار. سواء أطفال الأنابيب (IVF)، التلقيح الصناعي (IUI) أو التبرع بالحيوانات المنوية – كل إجراء يثير أسئلة حول الزواج، حماية الحياة، والنسب. هذا الدليل يوضح موقف أهم الأديان في السعودية والعالم من علاجات العقم وحدودها الشرعية لعام ٢٠٢٥.
الإسلام
المعيار الأساسي هو النسب الشرعي (النسب)، أي أن يكون الطفل من الزوجين فقط.
السنة
الفتاوى في السعودية والدول السنية تسمح فقط باستخدام بويضة وحيوان منوي الزوجين، ولا تسمح بالتبرع أو الحمل البديل.
- مسموح: أطفال الأنابيب (IVF) والتلقيح الصناعي (IUI) بين الزوجين فقط، تجميد البويضات أو الحيوانات المنوية أثناء الزواج.
- ممنوع: التبرع بالحيوانات المنوية أو البويضات، الحمل البديل، تبني الأجنة.
الشيعة
بعض الفتاوى الشيعية تسمح بالتبرع والحمل البديل إذا تم توثيق النسب والحقوق بعقد قانوني، لكن في السعودية يطبق غالبًا المذهب السني.
- مسموح: IVF، IUI، التبرع بالحيوانات المنوية أو البويضات، الحمل البديل، التشخيص الوراثي للأمراض الخطيرة.
- ممنوع أو محل جدل: التبرع المجهول، إتلاف الأجنة دون سبب طبي.
المسيحية
تختلف المواقف بين الكنائس الكاثوليكية، البروتستانتية، الأرثوذكسية والطوائف الأخرى.
الكاثوليكية
تسمح فقط بالإجراءات التي تدعم العلاقة الزوجية الطبيعية (مثل IUI مع حيوانات منوية الزوج)، وتمنع الإخصاب خارج الجسم أو التبرع أو الحمل البديل.
- مسموح: مراقبة الدورة، التحفيز الهرموني، IUI مع حيوانات منوية الزوج، تجميد البويضات أو الأجنة مع نقل كامل لاحقًا.
- ممنوع: IVF/ICSI، التبرع، الحمل البديل، أبحاث الأجنة، التشخيص الوراثي غير العلاجي.
البروتستانتية
تقبل معظم الكنائس البروتستانتية IVF وIUI مع نقل جنين واحد، وتسمح بالتبرع أحيانًا حسب قرار الجماعة.
- مسموح: IVF، IUI، التشخيص الوراثي للأمراض، التبرع بعد موافقة الجماعة.
- ممنوع أو محل جدل: إتلاف الأجنة عمدًا، التبرع المجهول، الحمل البديل غير المنظم.
الأرثوذكسية
تسمح IVF وIUI فقط باستخدام بويضات وحيوانات منوية الزوجين، وتمنع التبرع والحمل البديل.
- مسموح: IVF، IUI، تجميد الأجنة الخاصة، التشخيص الوراثي للأمراض الخطيرة.
- ممنوع: التبرع، الحمل البديل، أبحاث الأجنة.
اليهودية
الشريعة اليهودية (الهلاخاه) تسمح بالتقنيات الحديثة مع حماية النسب وكرامة الجنين.
الأرثوذكسية
يسمح بـ IVF وIUI مع مراقبة حاخام للمختبر، ويمنع التبرع إلا في حالات طبية حرجة.
- مسموح: IVF، IUI، التشخيص الوراثي للأمراض الخطيرة.
- ممنوع: التبرع المجهول، الحمل البديل مع أم غير يهودية.
التيارات المحافظة والإصلاحية
تقبل التقنية بشكل أوسع، مع ضرورة الشفافية تجاه الطفل.
- مسموح: IVF، IUI، التبرع، الحمل البديل، التشخيص الوراثي للأمراض.
- ممنوع أو محل جدل: إتلاف الأجنة عمدًا، التبرع المجهول.
الهندوسية
يُعتبر الإنجاب نعمة، ويجب تجنب العواقب الكارمية السلبية.
- مسموح: IVF، IUI، التبرع، الحمل البديل، طقوس البركة قبل النقل.
- ممنوع أو محل جدل: إتلاف الأجنة عمدًا.
البوذية
المبدأ الأساسي هو عدم التسبب بالأذى (أهيمسا).
- مسموح: IVF، IUI، التبرع، الحمل البديل، بشرط الحفاظ على الأجنة.
- ممنوع أو محل جدل: إتلاف الأجنة، اختيار الجنس لأسباب غير طبية.
السيخية
العلاج الطبي يعتبر نعمة إلهية، لكن يجب الحفاظ على النسب.
- مسموح: IVF/IUI مع بويضات وحيوانات منوية الزوجين، التبرع العائلي، الحمل البديل المفتوح.
- ممنوع أو محل جدل: التبرع المجهول، استغلال الأمهات البديلات.
البهائية
العلم مرحب به، لكن يجب أن يكون المصدر الجيني من الزوجين فقط.
- مسموح: IVF، IUI، تجميد البويضات أو الحيوانات المنوية الخاصة.
- ممنوع: التبرع، الحمل البديل، أبحاث الأجنة.
الطاوية
التقنية مقبولة إذا حافظت على التوازن الطبيعي.
- مسموح: IVF، IUI، استخدام التقنية بشكل معتدل، تمارين تشي-غونغ.
- ممنوع أو محل جدل: التلاعب المفرط، إتلاف الأجنة عمدًا.
الكونفوشيوسية
الانسجام الأسري والنسب الواضح لهما أولوية قصوى.
- مسموح: IVF، IUI، التبرع العائلي، الشفافية النسبية.
- ممنوع أو محل جدل: التبرع المجهول، إتلاف الأجنة دون سبب.
الشنتو
لا يوجد رفض تقني، لكن الطقوس الطهورية ضرورية.
- مسموح: IVF، IUI، التبرع، الحمل البديل، بشرط الالتزام بطقوس الطهارة.
- ممنوع أو محل جدل: تجاهل الطقوس الدينية.
الزرادشتية
التقنية مقبولة إذا تم احترام الطهارة وحقوق الطفل.
- مسموح: IVF، IUI، التبرع من زرادشتيين فقط، مختبرات نقية.
- ممنوع أو محل جدل: إتلاف الأجنة، التبرع من غير زرادشتيين دون طقوس الطهارة.
الخلاصة
معظم الأديان اليوم تسمح بعلاجات العقم مثل IVF وIUI والتبرع، لكن بشروط واضحة حول النسب، حماية الأجنة، والزواج. من يريد الجمع بين العلاج الطبي والدين في السعودية، عليه استشارة الطبيب، رجل الدين، وخبير قانوني مبكرًا لضمان توافق الأخلاقيات، الأمان الطبي وحقوق الأسرة.