المواعدة كأم أو أب منفرد غالبًا ما تشعر كعمل توازن: أنت شخص أعزب مع طفل، تتعامل مع روتين الحياة والعمل والمسؤوليات وتسأل نفسك كيف تُدار علاقة جديدة دون أن يُحرم أطفالك من الاهتمام اللازم.
بين الحضانة أو المدرسة، مواعيد الطبيب، العمل وأيام عطلة الأسبوع مع الوالد الآخر، يبدو أن المساحة لوقتك الخاص أو للالتقاء بأشخاص جدد ضئيلة. مع ذلك، من الطبيعي أن تتمنى القرب أو الوقوع في الحب أو علاقة جديدة. يوضح هذا الدليل كيف يمكن أن تكون المواعدة كوالد/ة منفرد/ة واقعية ومحترمة، مع الحفاظ على مصلحة الأطفال في المقام الأول.
هل أنا مستعد/ة للمواعدة كوالد/ة منفرد/ة؟
أهم خطوة لا تحدث في التطبيق، بل بداخلك. إذا كنت لا تزال/ين غارقًا/ة في الانفصال، تفكر/ين باستمرار في العلاقة السابقة أو تقارن/ين كل شخص جديد بشريكك السابق، فعادة ما يكون الوقت مبكرًا للانخراط في مواعدة مريحة.
علامات شائعة تشير إلى أنه ينبغي عليك منح نفسك مزيدًا من الوقت تشمل مثلاً:
- غضب شديد أو حزن مرتبطان بالعلاقة السابقة
- شعور بالذنب تجاه أطفالك بمجرد التفكير في المواعدة
- الرغبة في إيجاد شخص بسرعة لملء فراغ داخلي
- مبالغة في تمجيد أو التقليل من قيمة العلاقة السابقة
من المرجح أن تكون مستعدًا/ة عندما تقبل/ين دورك كوالد/ة منفرد/ة إلى حدٍّ ما، تشعر/ين بالفضول تجاه أشخاص جدد وتدرك/ين أن لا شخص سيحلّ مشاكلك بسحر. المواعدة كوالد/ة منفرد/ة تعني أن طفلك سيظل في المقام الأول وأن علاقة جديدة تكملك، لا تحلّ مكان ما لديك.
الأساطير والتحاملات حول المواعدة كوالد/ة منفرد/ة
في العديد من البلدان، توجد أسر تُربّى من قبل والد واحد أو والدة واحدة بشكل متزايد. ومع ذلك تستمر بعض الصور النمطية، مثل أن الأمهات المنفردات لا يجدن شركاء أو أن الآباء المنفردين لا يملكون وقتًا للعلاقات.
في استطلاعات عديدة يذكر كثير من الأشخاص أن وجود طفل لدى الطرف المقابل ليس سببًا للاستبعاد، وغالبًا يُنظر إليه كنقطة إيجابية لأنه يظهر المسؤولية والقدرة على الارتباط.
الأهم ليس كونك والد/ة، بل مدى صدقك وثقتك بوضعك. بدلًا من الاعتذار عن حقيقتك، يمكنك القول بوضوح إنك تبحث/ين عن علاقة قائمة على الاحترام وربما عائلة مركبة، مع شخص يحب الأطفال ويتفهم أن روتينك يختلف عن الأشخاص الذين ليس لديهم أطفال.
مقارنة بين الأمهات والآباء المنفردين
الأمهات والآباء المنفردون يشتركون في الكثير، لكن إحصائيًا يواجهون ظروفًا مختلفة إلى حد ما. الملخص التالي يوضح الفروقات والاتفاقات الرئيسية.
| البُعد | الأمهات المنفردات | الآباء المنفردون |
|---|---|---|
| النسبة من إجمالي الآباء المنفردين | تشكل غالبية الأمثلة في العديد من السياقات، وتكون الأمهات المنفردات شائعات نسبياً. | تمثل نسبة أصغر لكنها متزايدة في بعض الأماكن. |
| الوضع المالي النموذجي | غالبًا ما تكون معرّضة لضغوط مالية أكبر، وتعمل بنسب أعلى في الوظائف الجزئية وتحتاج إلى دعم مثل نفقات النفقة أو مساعدات اجتماعية. | في المتوسط قد تواجه ضغوطًا مالية أقل قليلاً، وتكون نسب العمل بدوام كامل أعلى، لكن تغطية رعاية الأطفال والعمل بمفردهم قد تكون تحديًا. |
| موارد الوقت والعبء الذهني | تحمل مسؤولية كبيرة في رعاية الأطفال بشكل متكرر، وتتولى مواعيد الأطباء والإجراءات الإدارية وتنظيم الحياة الأسرية، ما يرفع العبء الذهني. | في حال توليهم الرعاية وحدهم يكون لديهم أيضًا مسؤوليات تنظيمية كبيرة، لكنهم يبلغون عن عبء ذهني شديد أقل قليلاً في بعض الاستطلاعات. |
| تحديات المواعدة النموذجية | تواجه أحيانًا تحاملات مثل الاعتقاد بأنهم يبحثون فقط عن "معيل"، وغالبًا تكون الأم العاملة مع الرعاية تحديًا للحصول على أمسيات فراغ. | تواجه تحاملات من نوع آخر، مثل أن الآباء قد لا يلتزمون طويل الأمد أو يهتمون فقط بعلاقات غير رسمية. |
| القوى والفرص | تظهر في الحياة اليومية مهارات تنظيمية وقوة عاطفية والاعتمادية — سمات يقدّرها العديد من الشركاء المحتملين. | وجود الأب المنفرد وظهوره في حياة الأطفال يدل على حس المسؤولية واستعداد للارتباط، وهو ما قد يكون ميزة في المواعدة. |
في النهاية، ما يهم في وضعك الشخصي أكثر من أي إحصاء هو ما تحتاجه، ما يمكنك تقديمه، ونوع العلاقة التي تناسبك أنت وأطفالك.
الوقت والأولويات كعازب/ة مع طفل
انظر إلى روتينك الواقعي
يقول كثير من الآباء والأمهات المنفردين فورًا إنهم ليس لديهم وقت للمواعدة. في كثير من الأحيان يكون هذا الشعور ناتجًا عن الإرهاق أكثر من جدول فارغ تمامًا. خذ/ي لحظة وراجع/ي جدول الأسبوع بصدق: هل هناك أمسيات، استراحات غداء أو فترات يكون فيها الأطفال مع الشخص المقيم معهم يمكنك تخصيصها للمواعدة؟
التخطيط بدلًا من الارتجال
المواعدات العفوية نادرًا ما تنجح عندما تكون لديك مسؤولية الأطفال. خطط/ي للمواعيد مسبقًا حتى تتمكن/ي من ترتيب الرعاية. إذا كنتم تتبعون نموذج الإقامة المتبادلة فغالبًا ما تكون الأيام الخالية من الأطفال مناسبة للمواعدة. تساعد التقاويم الرقمية أو تطبيقات تنظيم الرعاية على تتبع مواعيد الزيارة والالتزامات حتى لا تضطر/ي لتغيير كل شيء قبل موعدك مباشرة.
أشكال مواعيد مرنة
ليس من الضروري أن تكون المواعدة دائمًا أمسية طويلة في مطعم وسينما. خصوصًا كوالد/ة منفرد/ة تكون المواعيد القصيرة غالبًا أكثر راحة، مثل:
- قهوة سريعة خلال استراحة الغداء
- نزهة بعد العمل
- موعد عبر الفيديو عندما ينام الأطفال
- عشاء مبكر قبل أن ينتهي مفعول مربية الأطفال
بناء شبكة دعم
نادراً ما تنجح المواعدة كوالد/ة منفرد/ة بدون دعم. إذا كان هناك شريك سابق نشط في حياة الأطفال، يمكن أن تتعاونوا لتخفيف الأعباء خلال المواعيد المهمة مادام أن مصلحة الأطفال هي الأساس. التفاهمات الواضحة حول الأوقات والتسليمات والحالات الخاصة تمنع الخلافات والفوضى في اللحظة الأخيرة.
إذا لم يكن هناك والد مشارك، فيمكن أن يساعد مربية، أو أجداد، أو أعمام وعمات، أو آباء/أمهات منفردون أصدقاء. على بوابات الدعم العائلي الرسمية ومواقع المجتمع المحلي ستجد/ين معلومات عن خدمات التخفيف، مراكز الاستشارة والدورات.
عند ضيق الميزانية، قد يكون تبادل المراقبة فكرة جيدة: تعتنيان بأطفال بعضكما البعض بالتناوب ليحصل كل شخص على وقت فراغ من حين لآخر. هذا يجعل المواعدة مع وجود طفل أكثر قابلية للتخطيط وأقل إجهادًا.
المواعدة مع طفل: أين يلتقي الآباء والأمهات المنفردون بشركاء محتملين؟
المواعدة عبر الإنترنت كوالد/ة منفرد/ة
كثير من الآباء والأمهات المنفردين قلما يجدون فرصًا للتعارف المصادف في الحياة اليومية. لذلك قد تكون التطبيقات والمنصات وسيلة فعّالة. يمكنك الاطلاع على الملفات أثناء التنقل أو في القطار أو مساءً على الأريكة عندما ينام الأطفال.
هناك منصات عامة وأخرى مخصصة للآباء أو الأشخاص الذين لديهم اهتمام بالحياة الأسرية. في ملفك الشخصي يمكنك توضيح أنك والد/ة وتحديد نوع العلاقة التي ترغب/ين بها، مثل لقاءات غير رسمية أو علاقة ثابتة أو عائلة مركبة على المدى الطويل.
أماكن واقعية تتناسب مع حياتك
أيضًا في الواقع يمكنك لقاء أشخاص محتملين، فقط في أماكن مختلفة عما كان الحال سابقًا. أماكن مناسبة للآباء والأمهات تشمل ساحة اللعب، مجموعات الوالدين والأطفال، أنشطة رياضية أو موسيقية للأطفال، مقاهي للعائلات، اجتماعات أولياء الأمور ولقاءات محلية أو مجموعات دعم للآباء المنفردين. لا يتوقع أحد أن تحوّل كل حديث عابر إلى موعد، لكن كلما كنت/ي منفتحًا/ة أكثر، تسهُل المحادثات.
التحدث مع الأطفال عن المواعدة
كيفية التحدث مع أطفالك عن المواعدة تعتمد على العمر والنضج والتاريخ العائلي. عمومًا توصي الخبرات بإعلام الأطفال بصدق وبما يتناسب مع أعمارهم، دون إثقالهم بتفاصيل زائدة. تبرز مواقع الصحة العائلية أن الأطفال يشعرون بالأمان عندما يتعامل الكبار مع المسائل المهمة بوضوح واعتمادية.
قد تساعدك الخطوات التالية:
- اختر/ي موقفًا هادئًا وغير مشتت لتتحدثا فيه
- قل/ي بوضوح أنك تقابل/ين شخصًا تعجبك شخصيته
- أكّد/ي أن حبك لأطفالك لن يتغير
- أجب/ي على الأسئلة بصراحة لكن بكلمات بسيطة
- إذا أصبح الحديث مزعجًا لهم، أنهِه وأعد/ي التحدث لاحقًا
بالنسبة للأطفال الصغار يكفي جملة بسيطة مثل «اليوم سألتقي بشخص لطيف وسنشرب شيئًا». يمكن للأطفال الأكبر سنًا والمراهقين أن يعلموا أنك تتعرف/ين على شخص جديد. المهم أن يشعروا أنهم ما زالوا أهم من أي شخص جديد وأن مكانتهم في حياتك لم تتغير.
الوضوح مع من تواعدهم: أخبر/يهم منذ البداية أنك والد/ة
من الأفضل إخبار الطرف الآخر بأن لديك أطفال وأهمية دورك كوالد/ة قبل اللقاء الواقعي أو عنده. من لا يستطيع التعامل مع ذلك ليس مناسبًا لك أو لعائلتك، ومن الأفضل ملاحظة ذلك مبكرًا.
لا تحتاج/ين لشرح كل تفاصيل حياتك العائلية في أول لقاء. جملة مثل «لدي طفلان ونعيش بنظام إقامة متبادل» تكون كافية في البداية. تفاصيل حول قضايا الحضانة، تاريخ الانفصال أو ترتيبات مثل التبرع بالحيوانات المنوية تناقش لاحقًا عندما يبنى مزيد من الثقة.
الأهم أن تعرف/ي حدودك وتُبلّغ/ي بها: ما الأوقات المحجوزة للأطفال، كم من المرونة تحتاج/ين، وما غير مقبول بالنسبة لك. المواعدة كوالد/ة منفرد/ة تعني أيضًا اتخاذ قرار واعٍ بمن تسمح/ين له بالدخول إلى نظام أسرتك.
الإقامات والخصوصية في المواعدة مع وجود طفل
متى تسمح/ين لشخص بالبقاء في منزلك ليلةً؟ هذه واحدة من أكثر الأسئلة حساسية في مواعدة الآباء/الأمهات المنفردين. لا قواعد عامة، لكن يشعر العديد من الآباء بالأمان عندما لا تُقام الإقامات في المنزل حتى تصبح العلاقة مستقرة وتشعران بثقة حقيقية.
غالبًا ما يكون من الأسهل أن ينام الأطفال لدى الوالد الآخر أو لدى أصدقاء أو أجداد أثناء هذه الليالي. إذا اعتمدت/ي على مربية، قد يكون من الجيد أن يبدأ الموعد في منزل الطرف الآخر لتقضيان وقتًا مشتركًا أطول قبل العودة.
بغض النظر عن المكان، اهتم/ي بوسائل منع الحمل الآمنة والحماية من الأمراض المنقولة جنسيًا. تُقدم بوابات التوعية الجنسية الموثوقة معلومات واضحة حول الأمور المهمة في هذا السياق.

تقديم شريك جديد للأطفال
يشعر الأطفال بعدم اليقين عندما يظهر أشخاص جدد بشكل متكرر ثم يختفون. لذلك يوصي العديد من الخبراء بعدم إشراك الأطفال بنشاط حتى تبدو العلاقة مستقرة وتجاوزت مرحلة الانجذاب الأولى.
تحدث/ي مع أطفالك قبل اللقاء الأول عن من هذه الشخصية ومدة الزيارة وما ستفعلونه تقريبًا. اسأل/يهم إن كان لديهم أسئلة أو رغبات. إذا كانوا رافضين، امنحهم وقتًا وأعد/ي طرح الموضوع لاحقًا بلطف.
الإطار المحايد أو المألوف للقاء الأول مناسب، مثل زيارة قصيرة إلى ساحة اللعب، آيس كريم في محل مفضل أو لعبة لوحية في البيت. اجعل/ي اللقاء قصيرًا وغير ضاغط، ثم اسأل/ي أطفالك كيف شعرتهم وما الذي لاحظوه. بهذه الطريقة يدركون أن وجهة نظرهم مهمة.
العناية بالنفس والتوقعات عند المواعدة كوالد/ة منفرد/ة
غالبًا ما يتحمل الآباء/الأمهات المنفردون مسؤوليات كبيرة وضغوطًا مادية وعاطفية. قد تبدو المواعدة مهمة إضافية مرهقة. لذلك من المهم أن تعتني بنفسك، تخلق/ي مساحات للراحة وتطلب/ي الدعم إذا شعرت/ي أن مشاعر الذنب أو الجراح القديمة تعيقك.
تُظهر برامج دعم مهارات التربية أهمية وجود شخصين رعاة مستقرين للأطفال بغض النظر عن حالة العلاقة. عندما تشعر/ين بتحسن، يستفيد أطفالك مباشرة من ذلك.
اسمح/ي لنفسك ألا يكون كل موعد ناجحًا. الرفض أو الانسحاب ليس فشلاً شخصيًا، بل جزء من البحث عن الشريك المناسب. قول «لا» لشخص غير مناسب هو دائمًا «نعم» لنفسك ولأطفالك ولحدودك.
السلامة أثناء المواعدة كأم أو أب منفرد/ة
بصفتك ولي أمر، تتحمل/ين مسؤولية حماية نفسك وأطفالك. بعض قواعد الأمان الواضحة تساعد على الشعور بالاطمئنان:
- التقوا أول مرة دائمًا في مكان عام.
- أخبر/ي شخصًا موثوقًا بمكان تواجدك ومن تقابله.
- لا تكشف/ي عن عنوانك أو مكان عمل أطفالك أو مدرسة الأطفال إلا بعد أن تثق/ي بالشخص حقًا.
- استخدم/ي للتطبيقات جهازًا مخصصًا أو منطقة لا يصل إليها أطفالك إن أمكن.
- انهي الموعد فورًا إن شعرت/ي بشيء غريب أو غير آمن.
تتوفر خطوط استشارة وخدمات دعم للعائلات ومراكز محلية لمساعدة من تعرض لموقف مزعج أو اعتداء. لا تتردد/ي في الاستفادة من هذه الخدمات — هي موجودة لدعمك.
الخلاصة: المواعدة مع وجود طفل يمكن أن تكون سهلة ومحترمة
البحث عن شريك مع وجود طفل تحدٍ لكنه ليس مهمة مستحيلة. بالتخطيط الواقعي، شبكة دعم موثوقة، تعامل منفتح مع أطفالك وحدود واضحة تجاه من تواعدهم، يمكنك/ين بناء حياة مواعدة تتناسب معك ومع عائلتك خطوة بخطوة.
لا تحتاج/ين لتصميم عائلة مركبة مثالية أو الالتزام بكل الصورة النمطية. يكفي أن تكون/ي صادقًا/ة مع نفسك، تقدر/ي دورك كأب أو أم وتبحث/ي عن أشخاص يحترمون هذا الدور. احتياجاتك مهمة ويجوز لك أن تتمنى/ي علاقة محبة حتى وأنت/ي تعيش/ين كوالد/ة منفرد/ة.

